جُحَا وَ ٱلْهِرُّ ٱلْجَائِعُ

   اِشْتَرَىٰ جُحَا يَوْمًا ثَلاثَةَ مَكَايِيلَ مِنَ ٱللَّحْمِ وَ أَخَذَهَا إِلَىٰ ٱلْبَيْتِ وَ ذَهَبَ إِلَىٰ عَمَلِهِ فَمَا كَانَ مِنْ إِمْرَأَتِهِ إِلا أَنْ جَمَعَتْ جَارَاتَهَا وَ عَمِلَتْ لَهُنَّ مَأَدَبَةً شَهِيَّةً بِهٰذَا ٱلْلَحْمِ. وَ عَادَ ٱلشَّيْخُ فِي ٱلْمَساءِ فَطَلَبَ ٱلْعِشَاءَ فَوَضَعَتهُ أَمَامَهُ وَ هُوَ بُرْغُلا مَسْلُوقًا بِٱلْمَاءِ فَقَالَ لِزَوْجَتِهِ: ـ إِذا لَمْ يَكُنْ لَدَيْكَ وَقْتٌ لِطَبْخِ ٱلْلَحْمِ أَمَّا كَانَ يُمْكِنُك أَنْ تَجْعَلِي مَعَ هٰذَا ٱلْبُرْغُلِ بِضْعَ قَطَعٍ مِنَ ٱللَّحْمِ لِتَجْعَلَهُ لَذِيذًا فَنَتَنَاوَلُهُ شَهِيًا؟ فَأَجَابَهُ: لَقَدْ مَنَعَنِي مَانِعٌ إِذْ بَيْنَمَا كُنْتُ مَشْغُولَةً إِذَا بِهِرَّكَ أَلَّذِي تُحِبُّهُ قَدْ أَكَلَ جَمِيعَ ٱللَّحْمِ ٱلْمَوْجُودِ وَ لَمَا حَضَرَتْ رَأْيَتَهُ يَمْسَحُ فَمَّهُ بَعَدَ ٱلأَكْلِ. فَنَظرَ ٱلشَّيْخُ إِلَىٰ ٱلْهِرِّ وَ قَامَ مُسَرَّعًا وَ أَحْضَرَ مَيْزَانًا وَوَزَنَ ٱلْهِرَّ فَكَانَ وَزَنَهُ ثَلاثَة مَكَايِيلُ تَمَامًا فَعِنْدَهَا قَالَ لإِمْرَأَتِهِ: ـ يَا طَمَاعَةٌ... إِذَا كَانَ أَلَّذِي وَزَنَتَهُ لَحْمًا فَأَيْنَ ٱلْهِرُّ؟

    zdroj: Muhammad Sábit, Navádiru Džucha wa Zurafá'u l-arab.

    lekce: 59a