جُحَا وَ وَرَقُ ٱلرّقَاقُ

   اِسْتَدْعَىٰ تِيمُور لَنْك ذَاتَ يَوْمُ حَاكِمَ مَدِينَةٍ "آق شَهْر" لِمُصَادِرَةِ أَمْوَالِهِ بِحَجَّةٍ اَنَّهُ اِخْتَلَسَ مِنْ أَمْوَالِ ٱلشَّعْبِ ٱلْمَوْجُودَةِ فِي بَيْتِ ٱلْمَالِ مُبَالِغَةً طَائِلَةً فَأَبْرَزَ ٱلرَّجُل حِسَابَتهُ ٱلْمَكْتُوبَةٌ عَلَىٰ أَوْرَاقِ كَانَتْ تَسْتَعَمَلُ فِي ذٰلِكَ ٱلزَّمَانِ وَ يَأَتِي بِهَا مِنْ بِلادِ ٱلإفْرَنْجِ فَمَا كَانَ مِنْ تِيمُور لَنْك إِلا أَنْ مَزَّقَهَا وَ أَجْبَرَ ٱلْحَاكِمَ عَلَىٰ بَلَعَهَا ثُمَّ صَادَرَ أَمْوَالَهُ حَتَّىٰ جَعَلَهُ مُفْلَسًا. وَ اِسْتَدْعَىٰ كَذَٰلِكَ ٱلشَّيْجَ نَصْرُ ٱلدِّين جُحَا, وَ أَمَرَهُ أَنْ يَجْعَلَ بَيْتَ ٱلْمَالِ تَحْتَ نِظَارَتِهِ وَ ذٰلِكَ عِنْدَمَا عَلِمَ مَا اِتَّصَفَ بِهِ مِنَ ٱلاِسْتِقَامَة, فَتَعَلَّلَ جُحَا وَ اِعْتَذَرَ فَلَمْ يُقْبِلُ مِنْهُ. وَ فِي آخَرِ ٱلشَّهرِ طَلَبَ ٱلدَّفَاتِرَ ٱلْحِسَابِيَّةَ فَأَحْضَرَهَا وَ كَانَتْ مَكْتُوبَةٌ عَلَىٰ رَقَاقٍ مِنْ خُبْزٍ فَلَمَا رَآهُ تِيمُور لَنْك تَبَّسَمَ قَائِلا: ـ مَا هٰذَا أَيُّهَا ٱلشَّيْخُ؟ فَأَجَابَهُ: ـ يَا سَيِّدِي عَلِمْتُ أَنَّكَ سَتَأَمَرْنِي فِي نِهَايَةِ الأَمْرِ بِبَلَعَهَا وَ أَنَا لَسْتُ رَجُلا عَظِيمِ ٱلشَّهْوَةٍ كَسَلَفِي بَلْ إِنَّنِي طَاعِنٌ فِي ٱلسِّنَّ وَ تَكَادُ مَعَدَتِي تَهَضَّمُ مٰذَا ٱلْوَرَقَ بِٱلْجَهْدِ

    zdroj: Muhammad Sábit, Navádiru Džucha wa Zurafá'u l-arab.

    lekce: 58b